بسم الله الرحمن الرحيم
الشيخ الدكتور عبد الرحمن بن حسن بن عبد الرحمن بن علي ابن حسين بن علي بن عبد الرحمن آل نفيسة(النفيسي، العفاسي المطيري)، من أسرة آل نفيسة المعروفة. وكانت هذه الأسرة تسكن في (الجزعة) الواقعة جنوب مدينة الرياض، وقد نزحت منها وانتشرت في أنحاء الجزيرة العربية وما حولها من البلدان، وتفرعت منها فروع على طريقة تفرع القبيلة.
ومفرد (نفيسة) (نفيسي)، مثل (مطيري )من مطير و(عتيبي) من عتيبة وجهني من جهينة. وترجع الأسرة في نسبها إلى (العفسة) من واصل من بريه من قبيلة مطير.
وقد ولد الشيخ في محافظة (ضرماء)، وكان يتردد في صغره على مكة المكرمة مع والده، حيث كان يهيئ له الاطلاع على العلوم والمعارف التي كانت سائدة فيها، وخاصة الحلقات العلمية في الحرم المكي. وقد حفظ القرآن الكريم عن ظهر قلب، على يد والده وهو في الثامنة من العمر، ثم عهد به والده إلى الشيخ الأزهري المدرس في الحرم المكي محمد عبدالرزاق حمزة، فأتقن حفظ القرآن الكريم عنده. وخلال إقامته في ضرماء كان يدرس على قاضيها كتب الفقه في المذهب الحنبلي، وكتب الحديث المشهورة، ودرس من التفسير تفسير الجلالين. ولما انتقل إلى الرياض عهد به أحد أصدقاء والده إلى الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز -رحمه الله- فلازمه بعض الوقت، ثم ذهب به الشيخ إلى الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ مفتي المملكة العربية السعودية آنذاك- رحمه الله- ليكون من ضمن حلقته العلمية اليومية، فكان من أدب الشيخ عبد العزيز ألا يفتح حلقة بجانب حلقة شيخه محمد - رحمهما الله-. وبعد أن أكمل سنتين تقريبًا في حلقة الشيخ محمد انتقل إلى معهد إمام الدعوة، وكان أستاذه في الفقه الشيخ عبد الله النصيبي -رحمه الله- وأستاذه في اللغة والأدب والعلوم الأخرى الشيخ حماد الأنصاري وإسماعيل الأنصاري من موريتانيا- رحمهما الله-.
وبعد أن تجاوز العشرين من عمره، كان يهتم بالدراسة المقارنة بين الشريعة الإسلامية والقوانين الوضعية، وبسبب هذا الاهتمام ذهب إلى دمشق، فالتحق بكلية الحقوق في جامعة دمشق، فكنان أساتذته في الفقه وأصوله الشيخ مصطفى بن أحمد الزرقاء والشيخ الدكتور عبد الرحمن الصابوني، والشيخ الدكتور وحيد الدين بن سوار -رحمهم الله- وعلى أثر ذلك نال الليسانس في الحقوق عام 1970م، فتم تعيينه مستشارًا في الأمانة العامة لمجلس الوزراء في المملكة العربية السعودية، وإلى جانب عمله، عين عضوًا قضائيًّا في هيئة مكافحة الرشوة في ديوان المظالم، وخلال تلك الفترة تقدم للدراسة في المعهد العالي للقضاء في جامعة الإمام محمد ابن سعود الإسلامية فقبل فيه، إلا أن ظروف عمله اقتضت سفره إلى أمريكا للدارسة، فالتحق بجامعة (جورج تاون) GEORGE TOWN في واشنطن، ونال شهادة الماجستير في الحقوق المقارنة ( MCL) عام 1974م ،ثم التحق بجامعة (تولين) TULANE في ولاية لويزيانا ونال منها درجة الماجستير في الحقوق ، LLM عام 1980م ثم أكمل دراسته فنال شهادة الدكتوراه SJD في علم القضاء من جامعة (ديوك) DUKE في ولاية (نورث كارولينا) عام 1980 م وكانت رسالته عن الإرهاب من حيث القانون والعدالة.
وبعد ذلك تم تعينه عام 1982م مستشارًا في ديوان رئاسة مجلس الوزراء.
وبعد ذلك أمر ملكي بتاريخ 1995 م بتعيينه مستشارًا في الديوان الملكي في المملكة العربية السعودية بدرجة وزير ، وفي أثناء عمله قام في المساء بتدريس طلبة الماجستير للدراسة المقارنة في معهد الإدارة العامة.
وفي عام 1409ه الموافق 1989م أنشأ (مجلة البحوث الفقهية المعاصرة)، وهي مجلة علمية محكمة متخصصة في الفقه الإسلامي باللغتين العربية والإنجليزية، وتهتم هذه المجلة بنشر بحوث الفقهاء وأساتذة الجامعات في البلاد الإسلامية.
أشرف الشيخ وناقش عددا من رسائل الدكتوراه في المعهد العالي للقضاء.
وخلال مسيرته العلمية تأثر الشيخ الدكتور بالشيخ العلامة عبد العزيز بن باز في فتاواه وفي أسلوبه لإقناع السائلين عن النوازل، وكذا ببساطته وسماحته في بسط الأجوبة على المستفتين وإقناعهم. وقد حدث أن ألف الشيخ الدكتور رسالة في فقه الحج والعمرة أشار فيها إلى أن واقع رمي الجمرات يقتضي السماح بالرمي في كل أيام التشريق دون انتظار زوال الشمس؛ لما يكون في هذا الانتظار من حرج ومشقة وخطر، فاستغل بعض المغرضين هذا القول فقالوا للشيخ عبد العزيز: إن فلانًا يفتي على المذهب الحنفي، وإن في هذا تشويشًا على الحجاج، فكان في كل مرة يقول لهم: سوف أراه وأتحدث معه في ذلك، ولم يحدث أن سمع منه الشيخ الدكتور شيئًا في هذا، بل كان الشيخ يحرص على (مجلة البحوث الفقهية المعاصرة) ويسأل عنها . إنها أخلاق العلماء الربانيين الذين نذروا أنفسهم لخدمة شريعة الله.
أما مؤلفات الشيخ الدكتور فهي كما يلي:
- التفسير المبين في عشر ة مجلدات.
- سلسلة رسائل ومسائل في الفقه:
كتاب العقيدة ، وكتاب الطهارة، وكتاب الصلاة ، وكتاب الزكاة، وكتاب الصيام، وكتاب الحج، وكتاب البيوع والمعاملات، وكتاب النكاح وأحكام الأسرة، وكتاب الفقه وأصوله، وكتاب القضاء. وكتاب الجنايات والحدود، وكتاب الضرر والمسؤولية، وكتاب الطب، وكتاب الأطعمة والأشربة، وتضم محتويات هذه الكتب الرسائل التالية:
- رسالة في فقه الشهادتين
- رسالة في فقه الإيمان بالله
- رسالة الإمام السجزي إلى أهل زبيد.
ـ رسالة في الفحص الطبي قبل الزواج
- رسالة في فقه الحجاب
- الرسائل الخمس في فقه أركان الإسلام
- رسالة إلى أهل السنة والجماعة في جنوب الهند باللغتين العربية والتاميلية
- الحجة النبوية وما فيها من أحكام
- رسالة في الزيادة التي تدفعها البنوك في البلاد غير الإسلامية، وما إذا كانت تجوز للمسلم
- رسالة في حكم علاج السحر بسحر مثله
- رسالة في مسألة الردة، وما يقال عن حرية الاعتقاد
- رسالة في فقه الفتن
- خمس مئة وخمس وأربعون مسألة (فتوى) منشورة في مجلة البحوث الفقهية المعاصرة، وألف مسألة (فتوى) في وسائل التواصل الاجتماعي (الفيس بوك facebook).
هذا في الفقه، أما في الفكر فالشيخ منذ صباه جزء من الحركة الأدبية في المملكة العربية السعودية، فكان يكتب في مجلة المنهل، ومجلة اليمامة، وجريدة الرياض. وله ثلاثة كتب باسم (قضايا الإنسان) عن الحقوق والسلوك والصراع والمسؤولية والقوة، ونحو ذلك من قضايا الفكر.
وفي عام 1421ه منح وسام الوحدة من الجمهورية اليمنية.