الإسراف في إنفاق المال يوجب الحجر على صاحبه، ولو كان الإنفاق في سبيل من سبل الخير

سؤال صاحبه قال: إنه يسرف في إنفاق ماله في سبيل الخير، مثل توفير مياه

الشرب والصدقة على الفقراء، أو بناء المساجد في داخل بلاده وخارجها، ومع أن له
ذرية إلا أنه يرى أن المهم ما يتقدمه به نفسه فيما يرجوه من الثواب فيما يعمل.
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبيه ورسوله الأمين، محمد وعلى
آله وصحابته، ومن اتبع سبيلهم إلى يوم الدين، أما بعد:
فإن المال هبة من الله لعباده، يمتن به على من يشاء منهم لحكمة، وقدر
يقدره، وهو في معناه امتحان لهم ليعلم الله –وهو العليم بما كان وما سيكون

لوكان كيف يكون– كيف يكون تصرفهم فيه، وقد ذكر الإمام الغزالي: أن المال

خير من وجه وشر من وجه، وذكر أن له خمس وظائف هي: معرفة مقصودة،
ولماذا خلق، ومراعاة جهة دخله، فيتجنب الحرام والمقدار الذي يكتسبه فلا
يستكثر منه ولا يستقل، ومراعاة جهة المخرج ويقتصد في الإنفاق غير مبذر ولا
مقتر، فيضع ما اكتسبه من حله في حقه، ولا يضعه في غير حقه، فإن الإثم في
الأخذ من غير حقه، والوضع في غير حقه سواء، وأن يصلح نيته.
والمخرج للمال والاقتصاد أو الإسراف فيه، يظل دائمًا محل الاستشكال، وذلك
لقوة تأثير المال في النفوس.

ملف PDF